الجنوح
"قضيت عمرك في خدمة بيت الرب فمتي تخدم رب البيت " ..
” إنظروا أيها الإخوة أن يكون في أحدكم قلب شرير بعدم الإيمان في الإرتداد عن الله الحي " ( عب 3 : 12 )
" لأنه بعد قليل جدا سيأتي الآذي .. ولا يبطىء أما فبالايمان يحيا وإن إرتد لا تسر به نفسي وأما نحن فلسنا من الإرتداد للهلاك بل من الإيمان لإقتناء النفس " ( عب 10 : 37 – 39 )..
الشيطان يحارب علي كل المستويات وكل الفئات لا ييأس ابدا والخطية " لأنها طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها اقوياء" (عب 7 : 26 )..
أنا عاوز ابدأ الموضوع معاكم بسؤال ؟ تعمل أية لو عدت إلي منزلك في يوم واكتشفت اختفاء احد أفراد أسرتك وماذا لو طالت مدة الأختفاء وتظل تبحث هنا وهناك ولا تصل لشيء وبعد فترة تسمع أخبار تتطاير .. أن هذا المفقود كان لدي زميل في الدراسة أو ما إلي ذلك ويحضر الكاهن ليخبركم أن هذا الشخص مقدم طلب جنوح .. ماذا ستكون مشاعرك حينئذ ؟؟ .
أنا قصدت من هذا السؤال أن أرسخ في ذهنك شيء هام وهو أن تأخذ هذا الأمر بصورة شخصية إذا أدركت مفهوم الجسد الواحد بصورة سليمة وأيضا أن أخيك ليس هو من أنجبته والدتك فقط بل هو أخوك في المسيح .
+ أن هذا الموضوع مؤلم جدا ولا نقدر أن ننكر أنه موجود ولكن قد نجد أنفسنا أمام شيئين وهما :
1 - التهويل
2 - التهوين
إما أن نضخم الموضوع وإما أن نهمش الموضوع ونسطحه ولا هذا صحيح أو ذاك لذا :
فهي ظاهرة حقيقية لا نقدر أن نتجاهلها فلابد من أن نوازن هذا الموضوع وقد تكون الأرقام كبيرة في القاهرة والإسكندرية لأنها من المدن المكدسة وأحيانا تجنح أحد الحالات وهي قريبة من الكنيسة والكنيسة لا تعلم بهذه الحالة ..
لذلك نتسائل ماهو الجنوح ؟؟
الكتاب يجيب " لا يخدعنكم أحد علي طريقة ما لأنه لا يأتي أن لم يأت الإرتداد أولا ويستعلن إنسان الخطية أبن الهلاك" (2 تس 2 : 3 ).
هل معني هذا أن كل نفس تترك مسيحها وتتجة إلي الجنوح .... أن كل نفس جنحت فعليا عن المسيح لابد وأنها جنحت نفسيا وقلبيا عن مسيحها وهي داخل الكنيسة للأسف كثيرين يحيون داخل الكنيسة ولا تحيا الكنيسة داخلهم بل وأحيانا يخدمون كما يقال " قضيت عمرك في خدمة بيت الرب فمتي تخدم رب البيت !! الموضوع ليس هو شكل أو أوراق رسمية لذلك هناك الكثير الجانح ضمنيا وهم داخل الكنيسة والذي يكشف هذا بوضوح هو شكلية العبادة بل وشكلية الخدمة .
وللأسف نجدها منتشرة أكثر بين الشباب .. والشباب هو مستقبل الكنيسة وسوف نتحدث في ثلاث نقاط :-
1 - دوافع الجنوح 2 - أسباب الجنوح 3 - الوقاية
أولا : دوافع الجنوح
أولا هو احتياج فلا بد وأن هناك احتياج إنسان يعاني من نقص في مشاعر معينة من فراغ ويحاول أن يعوض هذا النقص وهذا الفراغ بصورة أخري .
1 - الدافع العاطفي ( الداخلي ) الجسدي :
الدافع العاطفي من أكثر عوامل تأثير الخادم كما أنه يوصل كلمة الله 0 المشكلة أن هناك نفوس بتنشأ في ظروف ونفسيات مختلفة وبيئات مختلفة ، نشأوا في أجواء صعبة من التربية 00 أسرة مفككة بين الأب والأم الحب اللي بينهم مفقود صارت المحبة والألفة كراهية 000 بنت تشعر بالنقص والدونية وعدم التميز مهملة ممن حولها سواء كانوا أهل أو أصدقاء مع ضعف روحي وفتور ستكون سهلة التأثير والانجذاب جدا تجاة أي طرف يحاول أن يعوض فراغ هذا الشعور 00 هذا الخطر يهاجم كل الحالات ، كل المستويات ، مثقفة أو جاهلة أو متعلمة ، جميلة أو دميمة ، فقراء أو أغنياء وهناك طرف آخر يسعي لدمار وهلاك كل إنسان لا يكل ولا يتعب من محاربة النفوس بل يتسم بثبات الأتجاة والهدف نحو هلاك البشر وهو عدو الخير ابليس ..أن مملكة الشيطان مملكة منظمة جدا لدمار الإنسان ولكن يجب إلا نغفل ان بجانب هذا يوجد الله ضابط الكل البنطوكراطور .
فقد يكون هناك رباط عاطفي شهواني بين اثنين مختلفين وللأسف هذا موجود في البنات اكثر من الأولاد.
أشباع نقص او رغبات خاطئة تؤدي إلي تورط.. إلي خطايا .. إلي مشاكل لا حدود لها ومع اصعب الحالات والظروف ليس عند الله مستحيل لأنه بحق مسيح المستحيلات فنستطيع أن نقول بملء الفم " استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني " (في 4 : 13 )
ففي اصعب الحالات هناك امل لا يستطيع أحد ان يقول عن إنسان أنه ابن الهلاك لأنة لا يملك هذا القول سوي الله وحدة ..لأنة طالما مازالت له حياة اذن مازال له رجاء ..مازالت له فرصة للخلاص .
الجوع العاطفي نحن جميعا مسئولون عنه .. الأخ يجب ان يكون رقيق مع أخته ..والأب يكون حنون مع ابنته والأم صديقة لأبنائها .للأسف جميعنا يهتم بالأمور المادية ونغفل الأحتياج الروحي ..بيوتنا ليست مشاريع تسمين ومطاعم .. أولي بكل ولي أمر حتي لو ها ينقص من دخله الشهري أن يوفر وقت للأسرة ، يجلس وسطها كدخل روحي ونفسي أهم كثيرا من الدخل الشهري . الأهل يجب ان يتفهموا الأحتياجات النفسية والمتغيرات التي تطرأ عليهم في المراحل العمرية من حياتهم .. البيت المليان بالحب يكون صعب جدا امام شيطان الجنوح والأرتداد أن يخترقه .
مهم جدا علي الكنيسة ان تنشر هذا الوعي بين الأسر ..مدارس الأحد لها دور في تثبيت هذا المفهوم .. الإجتماعات لها بصمة في تنمية مفهوم الحب الأسري ..كذلك المنتديات ليس الغرض ان يكون النشر بغرض النشر ولكن لها اهداف أعمق وأدق في تثبيت مفاهيم الأسرة المسيحية بكل مفرداتها .يجب أن ندخل المسيح لكل هذه القلوب ليملاء ربنا يسوع كل إحتياجاتنا وهو الوحيد الذي هو الكل وله الكل في الكل .
أيضا التوعية لحديثي الزواج .. هناك ملاحظة غريبة ففي فترات الخطوبة نري المشاعر والحب والأهتمام واضحة بين الخطيبين وللأسف كثيرا ما تنطفيء هذه المشاعر بل واحيانا تفتر وتجف تبدأ الفجوات تظهر بين الزوجين ويدخل كل طرف في دائرة من الغموضويستسلم الطرف الي واقع الحياة وعند هزة نفسية تهاجم احد الأطراف يضعف وتحت ضغط عاطفي خارجي واغفال الزوج دورة النفسي في بيتة ومع فتور روحي وضعف نري البيت ينهار وينهدم وشيطان الأرتداد الذي كان يحوم من بعيد صار له مكان وحضور في البيت ، الخطية لا تبدأ صريحة لدي طرف بل أنها دائما ما تلبس ثوب الحملان حتي تورط النفس وتبدأ في ممارسة الضغوط عليها فالشيطان لا يهمة سوي أن يلمس الضعف الذي لدي كل نفس وما أن يكتشفة لا يغدق عليها بمشاعره مرة واحدة بل يستدرجها واحدة واحدة ويلقي لها بالفتات حتي يمتلك عاطفتها وحينئذ يكون العقل والتفكير ضعيف جدا ..اما سيطرة العاطفة والغريزة المسيطر عليها الشيطان يجعلها تفعل ما لا يليق .
نحن نحيا في مجتمع لابد أن ندرك ماهو كيانه وكينونته أن ما يدور وينسج حولنا ليس هو بفكر عشوائي بل أنها منظومات تدار بدقة يبحثوا فيها عن كيفية أختراق النفس من خلال ضعفاتها وثغراتها .
لذلك فأننا كنسيج في كنيسة واحدة ملتزمين بكل نفس " الذي ننادي منذرين كل إنسان ومعلمين كل إنسان بكل حكمة لكي نحضر كل إنسان كاملا في المسيح يسوع " (كو 1 : 28 )
2 – الدافع المادي :
وهو مع الجوع العاطفي يمثل اكبر دافعان للجنوح والأرتداد وذلك بالأغراءات والوعود البراقة الجذابة ، وهناك مجموعات عمل مثل خفافيش الظلام يربطوا الشاب ببنت وفلوس معا بل يغدقوا عليه الأموال ويكون الضغط مضعف علي الجانبين المادي والنفسي وتتم كتابة وصلات أمانة ويوقع عليها .. ويتم الضغط بالتهديد والوعيد والغريب ان بعض المسئولين يتورطون في هذه الأفعال .
الأوضاع الأقتصادية الصعبة والطاقات المعطله وامكانيات تستخدم لتدمير شبابنا .. الشباب محتاج ومحتاج ... ولا يملك ، ويبدأ شيطان الأرتداد والجنوح ينسج خيوطه لتدمير هؤلاء الشباب الذين يجنوا في النهاية الذل وماذا ممكن ان يكون حال النفس بعد ان باعت مسيحها ..ولكن نكرر أن هناك حلول الله يعمل وبقوة ولا يتخلي عن إنسان التجأ إليه في وقت ضيق .
كلمة في أذن كل أسرة بشأن الزواج .. ليتنا لا نغالي في طلبات الزواج وليتنا ندرك أن سعادة الأبنة الحقيقية هي في الإنسان الأمين الذي يصونها ويحافظ عليها ..كثيرا ما تتغلب علينا المنظرة الإجتماعية والمغالاة في الطلبات .... والثمن يكون تعاسة الابناء ومزيد من الضغوط النفسية عليهم .
وهذا يتطرق بنا الي نقطة في غاية الأهمية الا وهي شكلية العبادة فكثير في الكنائس لهم الصلوات والممارسات ولكن ليست لهم علاقة قوية مع الله ، وكثيرا ما نسمع عن حالات الجنوح من داخل الكنيسة . المهم مقياس العمق في علاقتنا بالله وهذا العمق لابد ان يكون واضح ومعلن في حياتنا .في لوقا 18 :10 – 14 " إنسانان صعدا الي الي الهيكل ليصليا واحد فريسي والآخر عشار 11 أما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار 12 أصوم مرتين في الأسبوع وأعشر كل ماأقتنيه 13 وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع علي صدرة قائلا اللهم ارحمني أنا الخاطيء 14 أقول لكم ان هذا نزل الي بيته مبررا دون ذاك لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع "
المسيحية ديانة محبة وليست ديانة فرائض ولا توجد ممارسات بدون حب ويقول القديس أوغسطينوس : "تسهر عليا وترعاني وتهبني عطاياك كأني وحدي موضع حبك" من منا يحيا هذه العلاقة الفريدة التي هي في حقيقتها علاقة النفس بالله بلاش نطمئن علي النفس من زاوية المظهر فقط لابد وان نتأكد من علاقة روحية لها عمق بين المخدوم والله هذا هو الضمان الوحيد لنا لسلامة النفس من أي خطر خارجي ..
3- الدافع الإجتماعي:
هناك ضغوط صعبة من الوسط المحيط ففي الجيش مثلا يحدث إضطهادات كثيرة ،فهناك احداث صعبة وضغوط تمارس علي كثيرين لذلك يسقط احيانا من هم ضعاف النفوس ..شخص متزوج وبعد اكثر من 20 سنة زواج اراد ان يستخرج مستخرج لشهادة الميلاد من بلدته ، اكتشف ان الشهادة صدرت له بأسم غير مسيحي وتذكر انه مضي علي ورقة اشهار اسلام وهو في الجيش وهو غير مدرك خطورة ما فعله تحت ضغوط معينة مع وعود بالراحة وإجازات وما الي ذلك...
4- المدخل العقلي :
وهذا من خلال حروب التشكيك ، من خلال ضعف الإيمان ..أشخاص مفككين روحيا وايضا ايمانيا مثل هؤلاء يكونون من السهل انجذابهم وتشكيكهم في عقيدتهم من خلال بعض الكلمات والأسئله المعروفة مثل هل الله ثلاثة وكيف يكون الله ويتألم وكيف يكون الله ويدخل W.C . العقيدة المسيحية فوق مستوي العقل ..حروب التشكيك من مداخلات عقلية في الجيش والمدارس والمصالح الحكومية ، فالموظف المصري يعمل 28 دقيقة فقط يوميا وباقي اليوم دردشة وهذه من خلال الإحصائيات . لذلك يجب ان نهتم جدا جدا بالثقافةالعقيدية والفهم السليم للعقيدة وابعادها وكيف تكون العقيدة لنا هي فكر وايمان . ايضا يجب ان نهتم بثقافة الدين الآخر ليس من اجل الدخول في حوارات ومجادلات مع الآخر لكن من اجل الثبات ومعرفة الحق " بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف " ( 1بط 3 : 15 ).ايضا نقطة مهمة جدا وعظيمة لابد وان نرسخها في نفوس الكل الا وهي عظم وجودنا وكياننا في المسيح يسوع ، لماذا نحن مسيحيين ؟ ومدي فرحنا وأفتخارنا بالإنتماء لهذا الإله المصلوب الذي أحبني وأسلم ذاته لأجلي ..
5 – التطليق :
هناك من يغير الملة او الدين لأنه يريد الطلاق وهذا نهج واسلوب خاطيء ولكنه موجود في بعض حالات الجنوح والأرتداد وهناك امثلة كثيرة معاشة وتحدث امامنا وهناك رجل غني ارتد حتي لا ترث زوجته واولادة وعندما علمت الزوجة بذلك سحبت جميع قضاياها من المحاكم واعلن الرجل الغني انه مسيحي .
6- التمرد :
ينشأ البعض متمردا بطبعة غير راضي غير موافق دايما مخالف ومعترض وتزداد الأمور سوءا إذا كان هناك خلل أسري أو تفريق في المعاملة بين الأبناء أو قسوة من أحد ارباب الأسرة وقد تصل العند الي حالة من الأنتقام من أهلها أو محاولة لذلهم والأنتقام منهم . وهناك أمر خطير وهو الأنفتاح الخاطيء علي الآخر وهذا له محاذير كثيرة ...نحن نحب الكل ونتعامل مع الكل ولكن في حدود ." لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه اية خلطة للبر والأثم واية شركة للنور مع الظلمة " (2 كو 6 : 14 ). نحن اكتسبنا منهم عادات كثيرة خاطئة اكثر ما أفدناهم ، نحن لنا لغة وكلام وسلوك وعادات غير أهل العالم . ودعوة للخدام السكن العشوائي والسكن المشترك مصدر لحالات كثيرة من الجنوح مثال في احدي محافظات الصعيد سقط سقف منزل بيت عشوائي مسيحي وتم استضافة الأسرة المسيحية لدي جيرانهم الغير مسيحيين وتم أخطار الكنيسة وقبل 48 ساعة من تحرك الكنيسة كانت الفتاة قد سقطت مع ابن الأسرة المضيفة ...النفوس اغلي من الأسمنت والطوب ..نحن لسنا ضد العمران ولكن كما علمنا ربنا " كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك " ( مت23 : 23 )